فصل: (النبأ: آية 39)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

التشبيه كثير في هذه السورة ونشير هنا إلى قوله: {وسيّرت الجبال فكانت سرابا} وهو تشبيه بليغ حذفت منه الأداة وحذف وجه الشبه أيضا وهو أن المرئي خلاف الواقع فكما يرى السراب من بعيد للظامئ الملتاح كأنه ماء فيستبشر به ويخفّ إليه حتى إذا أدركه بعد طول الأين لم يجده شيئا، وكذلك ترى الجبال كأنها جبال وليست كذلك في نفس الأمر. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة التساؤل:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قد ذكرنا حذف ألف ما في الاستفهام، و{عن} متعلقة بـ: {يتساءلون} فأما {عن} الثانية فبدل من الأولى، وألف الاستفهام التي ينبعى أن تعاد محذوفة، أو هي متعلقة بفعل آخر غير مستفهم عنه: أي يتساءلون عن النبأ {الذى} يحتمل الجر والنصب والرفع، و{أزواجا} حال: أي متجانسين متشابهين.
قوله تعالى: {ألفافا} هو جمع لف مثل جذع وأجذاع، وقيل هو جمع لف ولف جمع لفاء.
قوله تعالى: {يوم ينفخ} هو بدل من {يوم الفصل} أو من ميقات، أو هو منصوب بإضمار أعنى، و{أفواجا} حال.
قوله تعالى: {للطاغين} يجوز أن يكون حالا من {مآبا} أي مرجعا للطاغين، وأن يكون صفة لـ: {مرصادا}، وأن تتعلق اللام بنفس {مرصادا}، و{لابثين} حال من الضمير، في الطاغين حال مقدرة، و{أحقابا} معمول {لابثين}، وقيل معمول {لا يذوقون} ويراد {أحقابا} هنا الأبد و{لا يذوقون} حال أخرى، أو حال من الضمير في {لابثين}، و{جزاءا} مصدر. أي جوزوا جزاء بذلك، و{كذابا} بالتشديد مصدر كالتكذيب، وبالتخفيف مصدر كذب إذا تكرر منه الكذب، وهو في المعنى قريب من كذب {وكل شئ} منصوب بفعل محذوف، و{كتابا} حال: أي مكتوبا، ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى، لأن أحصيناه بمعنى كتبناه، و{حدائق} بدل من {مفازا}، و{لا يسمعون} حال من الضمير في خبر إن ويجوز أن يكون مستأنفا، و{عطاء} اسم للمصدر وهو بدل من {جزاء} و{رب السموات} بالرفع على الابتداء، وفي خبره وجهان: أحدهما {الرحمن} فيكون ما بعده خبرا آخر أو مستأنفا. والثانى {الرحمن} نعت، و{لا يملكون} الخبر، ويجوز أن يكون {رب} خبر مبتدأ محذوف: أي هو رب السموات، و{الرحمن} وما بعده مبتدأ وخبر، ويقرأ: {رب} و{الرحمن} بالجر بدلا من {ربك}.
قوله تعالى: {يوم يقوم} يجوز أن يكون ظرفا للا يملكون ولخطابا {ولا يتكلمون} و{صفا} حال قوله تعالى: {يوم ينظر} أي عذاب يوم، فهو بدل، ويجوز أن يكون صفة لقريب، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة النبأ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[النبأ: الآيات 1- 5]

{عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)}
{عَمَّ} مؤلفة من {عن} حرف جر و(ما) استفهامية في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بما بعدهما و{يَتَساءَلُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها و{عَنِ النَّبَإِ} متعلقان بفعل محذوف و{الْعَظِيمِ} صفة والجملة مستأنفة و{الَّذِي} صفة ثانية و{هُمْ} مبتدأ و{فِيهِ} متعلقان بالخبر {مُخْتَلِفُونَ} والجملة صلة الذي {كَلَّا} حرف ردع وزجر {سَيَعْلَمُونَ} السين للاستقبال ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة مقول قول محذوف والآية التي بعدها معطوفة عليها.

.[النبأ: الآيات 6- 11]

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11)}.
{أَلَمْ نَجْعَلِ} الهمزة حرف استفهام ومضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر و{الْأَرْضَ} مفعول به أول و{مِهاداً} مفعول به ثان والجملة مستأنفة لا محل لها {وَالْجِبالَ أَوْتاداً} معطوفان على {الأرض مهادا} {وَخَلَقْناكُمْ} ماض وفاعله ومفعوله و{أَزْواجاً} حال. والجملة معطوفة على ما قبلها {وَجَعَلْنا} ماض وفاعله و{نَوْمَكُمْ} مفعول به أول و{سُباتاً} مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها.
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً} {وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً} معطوفتان على ما قبلهما.

.[النبأ: الآيات 12- 16]

{وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)}.
{وَبَنَيْنا} ماض وفاعله و{فَوْقَكُمْ} ظرف مكان و{سَبْعاً} مفعول به و{شِداداً} صفة والجملة معطوفة على ما قبلها والتي تليها معطوفة عليها.
{وَأَنْزَلْنا} ماض وفاعله و{مِنَ الْمُعْصِراتِ} متعلقان بالفعل و{ماءً} مفعول به و{ثَجَّاجاً} صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.
{لِنُخْرِجَ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بأنزلنا و{بِهِ} متعلقان بـ: {نخرج} و{حَبًّا} مفعول به {وَنَباتاً} معطوف على {حبا} {وَجَنَّاتٍ} معطوف على ما قبله و{أَلْفافاً} صفة.

.[النبأ: الآيات 17- 20]

{إِنَّ يوم الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يوم يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20)}.
{إِنَّ يوم الْفَصْلِ} إن واسمها المضاف إلى الفصل و{كانَ} ماض ناقص اسمه مستتر و{مِيقاتاً} خبره والجملة خبر إن وجملة إن.. مستأنفة لا محل لها. و{يوم} بدل من يوم الفصل و{يُنْفَخُ} مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر و{فِي الصُّورِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة {فَتَأْتُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله {أَفْواجاً} حال والجملة معطوفة على ما قبلها.
{وَفُتِحَتِ} ماض مبني للمجهول و{السَّماءُ} نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها {فَكانَتْ} كان اسمها مستتر و{أَبْواباً} خبرها والجملة معطوفة على ما قبلها. والآية التي تليها معطوفة عليها وإعرابها مثلها.

.[النبأ: الآيات 21- 26]

{إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزاءً وِفاقاً (26)}.
{إِنَّ جَهَنَّمَ} إن واسمها و{كانَتْ} ماض ناقص اسمه مستتر و{مِرْصاداً} خبر كان والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها و{لِلطَّاغِينَ} متعلقان بمرصادا و{مَآباً} خبر ثان لـ: {كانت} و{لابِثِينَ} حال و{فِيها} متعلقان بما قبلهما و{أَحْقاباً} ظرف زمان و(لا) نافية و{يَذُوقُونَ} مضارع وفاعله و{فِيها} متعلقان بالفعل و{بَرْداً} مفعول به {وَلا شَراباً} معطوف على ما قبله والجملة مستأنفة لا محل لها و(ألا) حرف حصر و{حَمِيماً} بدل من شرابا و{غَسَّاقاً} معطوف على حميما و{جَزاءً} مفعول مطلق و{وِفاقاً} صفة.

.[النبأ: الآيات 27- 30]

{إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)}.
{إِنَّهُمْ} إن واسمها و{كانُوا} كان واسمها و(لا) نافية و{يَرْجُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله و{حِساباً} مفعول به والجملة الفعلية خبر {كانوا} وجملة {كانوا} خبر إن والجملة الاسمية تعليل {وَكَذَّبُوا} ماض وفاعله و{بِآياتِنا} متعلقان بالفعل و{كِذَّاباً} مفعول مطلق والجملة معطوفة على ما قبلها.
{وَ} الواو حرف عطف {كُلَّ} منصوب على الاشتغال و{شَيْءٍ} مضاف إليه و{أَحْصَيْناهُ} ماض وفاعله ومفعوله و{كِتاباً} حال والجملة مفسرة للمحذوفة والجملة المحذوفة معترضة.
{فَذُوقُوا} الفاء حرف عطف وأمر وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها {فَلَنْ} الفاء حرف تعليل و{نَزِيدَكُمْ} مضارع منصوب بلن فاعله مستتر والكاف مفعول به أول و(ألا) حرف حصر و{عَذاباً} مفعول به ثان والجملة الفعلية تعليل لا محل لها.

.[النبأ: الآيات 31- 36]

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32) وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36)}.
{إِنَّ} حرف مشبه بالفعل و{لِلْمُتَّقِينَ} خبر إن المقدم و{مَفازاً} اسمها المؤخر والجملة مستأنفة {حَدائِقَ} بدل من {مفازا} و{أَعْناباً} معطوف على {حدائق} {وَكَواعِبَ} معطوف على ما قبله و{أَتْراباً} صفة {كواعب} {وَكَأْساً دِهاقاً} معطوفان على ما قبلهما. (لا) نافية {يَسْمَعُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله و{فِيها} متعلقان بالفعل و{لَغْواً} مفعول به {وَلا} الواو حرف عطف و(لا) نافية و{كِذَّاباً} معطوف على {لغوا} والجملة حال و{جَزاءً} مفعول مطلق و{مِنْ رَبِّكَ} متعلقان بـ: {جزاء} و{عَطاءً} بدل من {جزاء} و{حِساباً} صفة {عطاء}.

.[النبأ: آية 37]

{رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37)}.
{رَبِّ السَّماواتِ} بدل من {ربك} مضاف إلى {السموات} {وَالْأَرْضِ} معطوف على {السموات} {وَما} معطوف على {السموات} و{بَيْنَهُمَا} ظرف مكان و{الرَّحْمنِ} بدل من {رب} و(لا) نافية و{يَمْلِكُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله و{مِنْهُ} متعلقان بالفعل و{خِطاباً} مفعول به والجملة مستأنفة.

.[النبأ: آية 38]

{يوم يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقال صَواباً (38)}.
{يوم يَقُومُ الرُّوحُ} ظرف زمان ومضارع وفاعله {وَالْمَلائِكَةُ} معطوف على {الروح} والجملة في محل جر بالإضافة و{صَفًّا} حال و(لا) نافية {يَتَكَلَّمُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة حال و(إلا) حرف حصر و(من) بدل من الواو في {يتكلمون} {أَذِنَ} ماض و{لَهُ} متعلقان بالفعل و{الرَّحْمنُ} فاعل والجملة صلة من {وَقال} ماض فاعله مستتر و{صَواباً} صفة مفعول مطلق محذوف والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[النبأ: آية 39]

{ذلِكَ الْيوم الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39)}.
{ذلِكَ} مبتدأ و{الْيوم} خبره و{الْحَقُّ} صفة {اليوم} والجملة مستأنفة و{فَمَنْ} الفاء الفصيحة و(من) اسم شرط مبتدأ {شاءَ} ماض في محل جزم فعل الشرط و{اتَّخَذَ} ماض فاعله مستتر و{إِلى رَبِّهِ} متعلقان بالمفعول به {مَآباً} والجملة جواب الشرط لا محل لها وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من.

.[النبأ: آية 40]

{إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يوم يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقول الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)}.
{إنَّا} إن واسمه {أنذرناكم} ماض وفاعله ومفعوله الأول و{عَذاباً} مفعول به ثان و{قرِيباً} صفة والجملة خبر {إنا} والجملة الاسمية مستأنفة. و{يوم} ظرف زمانَ {ينْظُرُ} مضارع و{الْمَرْءُ} فاعله و{ما} مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة و{قدَّمَتْ يَداهُ} ماض وفاعله والجملة صلة ماَ {ويَقول الْكافِرُ} مضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها و{يا} حرف تنبيه و{ليْتَنِي} حرف مشبه بالفعل والنون للوقاية والياء اسمها و{كنْتُ} كان واسمهاُ {تراباً} خبرها والجملة الفعلية خبر ليت والجملة الاسمية مقول القول. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة عَم ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث:
1448- الحديث الأول:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ انه قال: «الْحَج العج والثج».
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة من حديث وَكِيع عَن إِبْرَاهيم بن يزِيد الخوزي قال سَمِعت مُحَمَّد بن جَعْفَر المَخْزُومِي يحدث عَن ابْن عمر قال قَامَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ فَقال من الْحَاج قال: «الشعث التفل» فَقَامَ آخر فَقال أَي الْحَج أفضل قال: «العج والثج» فَقَامَ آخر فَقال مَا السَّبِيل يَا رَسُول الله قال: «الزَّاد وَالرَّاحِلَة» قال وَكِيع يَعْنِي العج التَّلْبِيَة والثج نحر الْبدن. انتهى.
وَضَعفه التِّرْمِذِيّ فَقال هَذَا حديث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حديث إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي وَقد تكلم فِيهِ بعض أهل الْعلم من قبل حفظه.انتهى.
وَرَوَاهُ أَيْضا من حديث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عبد الرَّحْمَن بن يَرْبُوع عَن أبي بكر الصّديق مَرْفُوعا نَحوه وَضَعفه التِّرْمِذِيّ أَيْضا فَقال هَذَا حديث غَرِيب وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر لم يسمع من عبد الرَّحْمَن بن يَرْبُوع انتهى.
وَفِيه كَلَام طَوِيل اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة فَليُرَاجع هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تعالى.
1449- الحديث الثَّانِي:
عَن معَاذ بن جبل انه سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عَن قوله تعالى: {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} فَقال: «يَا معَاذ سَأَلت عَن أَمر عَظِيم من الْأُمُور» ثمَّ أرسل عَيْنَيْهِ وَقال: «يحْشر النَّاس عشرَة أَصْنَاف من أمتِي بَعضهم على صور القردة وَبَعْضهمْ على صور الْخَنَازِير وَبَعْضهمْ منكوسون أَرجُلهم فَوق وُجُوههم يسْحَبُونَ عَلَيْهَا وَبَعْضهمْ عمي وَبَعْضهمْ صم بكم وَبَعْضهمْ يَمْضُغُونَ ألسنتهم فَهِيَ مولاة على صُدُورهمْ يسيل الْقَيْح من أَفْوَاههم يَتَقَذَّرهُمْ أهل الْجمع وَبَعْضهمْ مقطعَة أَيْديهم وأرجلهم وَبَعْضهمْ مصلوبون على جُذُوع من نَار وَبَعْضهمْ أشد نَتنًا من الْجِيَف وَبَعْضهمْ مُلْبسُونَ جِبَابًا سَائِغَة من قطران لَازِقَة بِجُلُودِهِمْ فَأَما الَّذين على صور القردة فَالْقَتَّات من النَّاس وَأما الَّذين على صور الْخَنَازِير فَأهل السُّحت وَأما المنكوسون على وُجُوههم فَأَكلَة الرِّبَا وَأما الْعمي فَالَّذِينَ يَجُورُونَ فِي الْأَحْكَام وَأما الصم الْبكم فالمعجبون بأعمالهم وَأما الَّذين يَمْضُغُونَ ألسنتهم فَالْعُلَمَاء وَالْقصاص الَّذين خَالف قولهم فعلهم وَأما الَّذين قطعت أَيْديهم وأرجلهم فهم الَّذِي يُؤْذونَ الْجِيرَان وَأما المصلوبون على جُذُوع من نَار فَالسُّعَاة بِالنَّاسِ إِلَى الشَّيْطَان وَأما الَّذين هم أشد نَتنًا فِي الْجِيَف فَالَّذِينَ يتبعُون الشَّهَوَات وَاللَّذَّات وَيمْنَعُونَ حق الله وَأما الَّذين يلبسُونَ الْجبَاب فَأهل الْكبر وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا ابْن شيبَة ثَنَا عبيد الله ابْن احْمَد بن مَنْصُور الْكسَائي ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا مُحَمَّد بن زُهَيْر عَن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي عَن حَنْظَلَة السدُوسِي عَن الْبَراء بن عَازِب قال كَانَ معَاذ بن جبل جَالِسا قَرِيبا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَقال يَا رَسُول الله أَرَأَيْت قول الله تعالى: {يوم ينْفخ فِي الصُّور فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} قال: «يَا معَاذ سَأَلت عَن أَمر عَظِيم..». إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا الْحسن بن على بن أَحْمد ثَنَا الْحسن بن على ابْن الْحَارِث الْكسَائي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود ثَنَا مُحَمَّد بن زُهَيْر بِهِ.
1450- الحديث الثَّالِث:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ فِي قوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا} قال: «هَذِه الْآيَة أَشد مَا فِي القرآن على أهل النَّار».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق الإمام أبي بكر بن السّني أَنا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَبُو دَاوُد الْحَرَّانِي ثَنَا شُعَيْب بن بَيَان ثني مهْدي بن مَيْمُون سَمِعت الْحسن بن دِينَار انه سَأَلَ الْحسن عَن أَشد آيَة فِي القرآن على أهل النَّار فَقال الْحسن سَأَلت أَبَا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ فَقال: «سَألَتْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَقال: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا}» انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُصعب الصُّورِي ثَنَا خَالِد بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا جسر بن فرقد عَن الْحسن قال سَأَلت أَبَا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ عَن أشد آيَة فِي القرآن على أهل النَّار فَقال: «سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يَقول: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا}». انتهى وجسر بن فرقد ضَعِيف جدا.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حديث مُسلم بن إِبْرَاهِيم ثني جسر بن فرقد بِهِ... فَذكره مَوْقُوفا لم يرفعهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه رَوَاهُ مَوْقُوفا فَقَط وَيُرَاجع.
وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أبي بكر بن أبي شيبَة ثَنَا على بن أَحْمد الْحوَاري ثَنَا جَعْفَر بن جسر بن فرقد ثني أبي عَن الْحسن بِهِ.
1451- الحديث الرَّابِع:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ انه قال: «من قرأ سُورَة عَم يتساءلون سقَاهُ الله برد الشَّرَاب يوم الْقِيَامَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.